Saturday, March 17, 2012

سول البلد #4 -- الملوخية وحشتني


في كوريا .. لو إنت ملكش في الحاجات الحراقة يبقى إنت في البلد الغلط، ولو مسلم أو يهودي ومبتاكلش خنازير أو حاجات مش مدبوحة أو مطبوخة بنبيد يبقى هتتعب زيادة شوية، ولو مش أكتر حاجة بتفضلها في حياتك المأكولات البحرية يبقى ربنا يكون في عونك.
أنا بقى شخص مجتمع فيه التلات صفات دول والحمد لله، وإن كان من ساعة ما جيت بقيت بقنع نفسي إن المأكولات البحرية هي أحلى حاجة في الدنيا، بس التحدي الكبير بقى إنك تعرف تاكل بالعصيان، مع العلم إن العصيان الكوري أصعبهم، الصيني بتكون خشب وخفيفة والياباني بتكون مفلطحة وبتملك بيها الأكل شوية، بس الكوري معدن وتقيلة ومدببة!
محسوبك بقى – بسم الله ما شاء الله – كان فضيحة تقدر بسهولة تقول إنها بجلاجل أول مرة رحنا مطعم مع جماعة كوريين، مبدئيًا مش فاهم أي حاجة من المنيو بس شادي – ربنا يكرمه – طلب لي شيء كدة عبارة عن شوربة فيها نودلز مع بعض الأعشاب اللي أنا عمري ما شفتها قبل كده، مسكت المعلقة في محاولة يائسة مني إني أأجل المواجهة مع العصيان وشربت شوربة لأكتشف فاجعة إنها حراقة، وبعد محاولات إني آكل النودلز بالمعلقة قررت أواجه مخاوفي وأمسك العصيان.
يعني علشان منخوضش في تفاصيل ملهاش لازمة، الخسائر كانت محصورة في كوباية اتدشت على الأرض وبنطلوني اللي شرب شوربة أكتر منى وعدد من العصيان والمعالق اللي وقعوا على الأرض وبتاع تسعة أكلهم برد في محاولة يائسة إنهم يعلموني أستعمل الشيء ده إزاي. والحمد لله شكلي هروح جعان، بس مش مشكلة، كلهم كانوا قاعدين بيقولوا لي عن الأكلة الشعبية الأولى في كوريا واللي بيطلقوا عليها الكمشي وجمالها وحلاوتها وكلام تاني كتير مفهمتش منه حاجة، قلت خلاص النودلز .. المهم الكمشي، فين يا جدعان الكمشي؟ ما هو قدامك أهو من الصبح! قعدت أدور على أي حاجة غير السلاطات مش لاقي، لغاية ما اكتشفت إني أكيد هخس جدًا في البلد دي، الكمشي يا حضرات عبارة عن كرومب أو لفت مخلل وعليه شطة وبعض الحاجات الأخرى، الله يرحمك يا هاشم يا رفاعي، كان صادق جدًا لما قال:
أتـانـا غنـيـم بالفـطـيـر وأحـضـرا  ...  وكنا حـسـبـناه دجـاجًا محمـرا
بكى صاحبي لما رأى اللفت دونه  ...  وأيـقـن أن الـجـوع كان مقدرا
فـقـلـت لـه لا تـبـكِ عـيـنـك إنـمــا  ...  سنأكل لفتاً أو نموت فــنـقـبـرا
 
الشيء الوهمي بقى في عادات الناس هنا اللي بشوفه في الشغل، الساعة 12 بالدقيقة تلاقى كل واحد قام من على مكتبه وراحوا كلهم على المطعم، يتغدوا وبعدين يروحوا كلهم مع بعض يقفوا طابور عند الحمام علشان يغسلوا سنانهم! كل واحد فيهم جايب معاه فرشة ومعجون وبيغسل سنانه في الشغل، أنا شخصيًا قررت أتعلم منهم العادة اللطيفة دي.
عمومًا أنا بفكر أصاحب البنت الحلوة اللي في المطعم علشان أحاول أقنعها تعمل لي أكل مخصوص ينفع آكله، وطبعًا مش محتاج أفكركم متجيبوش سيرة للحاجة ولا لصاحبتي، وطبعًا برضو مش محتاج أفكر الحاجة إني مش مصاحب.
وزي ما صرغتمش قال: ابدا تسترد ماتهب الدنيا ... فيا ليت جودها كان بخلاً

No comments:

Post a Comment