Saturday, March 31, 2012

سول البلد #6 -- الفيرتشوال ستور

صورة السوبر ماركت الافتراضي اللي انتشرت على فيس بوك

معظمكم شاف البوست اللي على فيس بوك اللي بتتكلم عن الفيرتشوال ستور اللي في كوريا، حتى بالأمارة اللي كان منزلها كان كاتب تحت الصورة: "حموت من الحصرة على مصر"، بغض النظر إن "الحصرة" دي بتتفك في حتة تانية، ولنفترض إنه قصده على الحسرة، طيب يا جدعان ما أنا في كوريا ومشوفتش الشيء ده! وأكيد مش قصدهم على كوريا الشمالية لأن البلد دي هي الدليل الحي إن  المخلوع كان معيشنا في أزهى عصور الديمقراطية بجد، يبقى أكيد في سول اللي أنا فيها دي، وكالعادة استشرت الأستاذ حسب الله جوجل، وقال لي هتلاقيها في محطة سولن.. سوجنـ.. سيليـ .. أصل الصراحة مبعرفش أنطق أسامي المحطات، بحفظ رقم المحطة، قال في محطة 220، عظيم الكلام ده، دي علي بعد أربع محطات مني.
صفوف البضاعة الافتراضية
رحت وقلبت المحطة لحد ما لقيته، وبدأت أفهم الموضوع، قال لك بتحمل أبلكيشن على التلفون، وبعدين الحاجة اللي بتكون عايزها بتصور البار كود بتاعها والأبلكيشن بتقراه وتبعته على النت للمحل الحقيقي اللي بالتالي بيبعت لك الحاجات على بيتكم، بس كدة، اللي خلاهم يفكروا في كدة هو الزحمة اللي في المترو ولأنه أكتر حاجة بيعدي فيها بني آدمين في اليوم، وفي نفس الوقت ماينفعش يحط
البضاعة نفسها علشان بتشغل مساحة كبيرة.
الشباشب الافتراضية

الطاسة الافتراضية!
الصراحة الصراحة، أنا شايف الفكرة سخيفة، ما هو طالما الموضوع كدة يبقى أمازون أو ما يشبهه يقدر يأدي الغرض - أمازون ده في يوم من الأيام كان نهر زي النيل كدة بس ربنا فتح عليه وبقى من أكبر المواقع في العالم - ، ويبدو إن الكوريين شايفين كدة برضو، فأنا فضلت واقف ربع ساعة على أمل إني ألاقي حد بيشتري ما لقيتش، وتقريبًا ما ينفعش يتعمل غير هنا وفي اليابان مثلا لأن معظم الشعبين دول معاهم سمارت فون على عكس باقي شعوب العالم. ولسخرية القدر المحل اللي جنبه كان فيه ناس كتير بتشتري وهو كان خاو تمامًا!
لاحظ الزحمة اللي على المحل اللي ورا على اليمين في حين الفيتشوال ستور بينش
تفتكروا لو صرغتمش كان عايش كان أيد فكرة الفيرتشوال ستور دي؟

Tuesday, March 20, 2012

لما اترفدت من تجارة عين شمس

يا مثبت العقل في الدماغ، إنت يابني مش كنت في الجامعة الأمريكية وهندسة واتخرجت منها وشغال دلوقتي مهندس؟ يبقى إزاي دخلت تجارة عين شمس وإزاي اترفدت منها؟
اهدى بس كدة وأنا أحكيلك الحكاية، حضرتك أنا كنت مقيد في جامعتين، أصل الحمد لله النظام التعليمي الهايل اللي عندنا في البلد بيخلي محدش يعرف حاجة عن حد، من الآخر تنسيقي كان هندسة عين شمس ودخلت الجامعة الأمريكية، ومسحبتش الملف من عين شمس، وبعد سنتين اترفدت علشان محضرتش الإمتحانات، لغاية هنا الموضوع طبيعي، جدًا، رحت آخد ملفي من هندسة عين شمس، اللي فيكم راح الكلية دي أكيد يعرف الست المقروفة من حياتها اللي في شئون الطلبة هناك، بصت لي نفس بصة القرف اللي تقريبًا وشها اتطبع عليها وقالت:
- وهتحول تجارة ولا حقوق؟ اخلص إنت لسة هتفكر!
- هو لازم أحول؟
- متتعبنيش يابني، كل زمايلك حولوا تجارة، هتروح معاهم؟
وبعدين مستنتش إني أرد وقالت لي:
- تروح على إدارة الجامعة في قصر الزعفرانة وتديهم الورق ده وهم هيتصرفوا

الصراحة اللعبة عجبتني، قلت يلا بينا، وبقيت طالب مقيد في تجارة عين شمس وفي نفس الوقت في تالتة هندسة الجامعة الأمريكية، واللي شجعني أكتر إن واحد صاحبي دخل تجارة عين شمس فس نفس السنة دي، وطبعًا نسيت الموضوع، مع العلم إن امتحانات الترم الأولاني في الجامعة الأمريكية بتخلص قبل ما امتحانات عين شمس تبدأ، أجازتي بدأت وبكلم محمود صاحبي اللي في تجارة علشان نخرج قال لي عنده امتحان اقتصاد بكرة، قلت هايل هاجي معاك.
معلوماتي عن الاقتصاد لا تزيد عن معلومات سعادتك عن اسم وعنوان كل واحد من المليون شهيد بتوع الجزاير، بس محمود قال لي لازم تكتب كتير في كل سؤال وترسم منحنى، وقد كان، الراجل مثلا بيقول لي اشرح منحنى معرفش إيه قعدت أقول ده منحنى بيعبر عن حالة التغير في المعرفش إيه، وبيتأثر بالبيءة اللي حواليه، وأحيانًا بييجي يمين وأحيانا بيطلع فوق، وأي هذيان من النوع ده ودبيت أي منحنى ملوش لازمة، وهكذا فعلت في كل سؤال.
بعد كدة كان امتحان انجليزي وامتحان رياضيات دخلتهم وانا كلي ثقة، عيب بقى أنا مهندس وجامعة أمريكية يعني، وامتحان المحاسبة بقى ربنا يكرمه محمود شرح لي شيء اسمه ميزان المراجعة، بقيت أي سؤال أعمل ميزان المراجعة سواء طالبه أو مش طالبه، بس معرفتش أتصرف في السؤال الرابع الصراحة، أصله كان جايب ميزان المراجعة وطالب حاجة تانية!

المهم قررت معملش الحركة دي تاني نظرًا للحالة السيئة اللي محمود كان فيها لما عرف إني جبت جيد في الاقتصاد وهو جاب مقبول! واللي أكد لي إن الكلية دي سمك لبن تمر هندي إني جبت مقبول في الانجليزي وسقطت رياضيات! النتيجة الوحيدة المقنعة كانت إنس سقطت في المحاسبة، وبعد سنتين اترفدت تاني والحمد لله.
المرة دي بقى وأنا رايح آخد الملف الست اللي في شئون الطلبة كانت عاوزة تساعدني، كانت بتحاول تقنعني أجيب لها أي شهادة من دكتور نفساني إني عندي مشكلة نفسية علشان تقعدني سنة كمان في الكلية!
طبعًا اوعوا حد يحكي للحاجة أو صاحبتي إن اترفدت مرتين أحسن هيبقى نهاري شبه وش الست بتاعة شئون الطلبة في هندسة.
وربنا يكرمنا كدة زي ما كرم صرغتمش ويجعله عامر

Monday, March 19, 2012

سول البلد #5 -- أخضر وبأستك من فوق (البسترة)


-          وكان لابس إيه يا سرحان؟
-          شبشب يا بيه
-          يعني راجل طول بعرض ولابس شبشب؟
-          يعني أنا لو شفت حاجة تانية هخبي عليك ليه يا بيه؟ احنا فيه ما بينا قواضي ولا أولاد ولا حاجة؟
أنا هحكيلك الموضوع من أوله علشان تفهم، حضرتك أنا قررت أروح الساونا، عادي جدًا لغاية دلوقتي، رحت غرفة تغيير الملابس وقلت أدخل الحمام الأول، بفتح الباب لاقيت واحد جوة، اتخضيت وقفلت الباب وبعدت على قد ما أقدر أحسن يتعصب عليا ولا حاجة، مع إن هو الغلطان إنه مكانش قافل على نفسه بس احتياطي برضو، بس لاحظت حاجة غريبة شوية الصراحة، كل اللي كانوا في غرفة تغيير الملابس لابسين شباشب، أيون زي ما بقول لك كدة، شباشب وشباشب فقط، قلت يا واد طنث خالث، ودخلت أنا الحمام ولبست المايوه ودخلت الساونا، لاحظت نظرات الاستحقار والاستهجان بس عملت عبيط، لغاية ما جه واحد كلمني بحدة شوية وهزأني وطلب مني أقلع أو أطلع برة!
فضلت الخيار التاني وخرجت مزبهل جدًا (في واحد صاحبي موضوع الازبهلال ده هيفكره بموضوع لطيف وهو عارف نفسه)، وبعدين لجأت لصديقي الصدوق الأستاذ حسب الله جوجل، الراجل – مشكورًا – فهمني إن ده شيء عادي جدًا في الثقافة هنا، وطالما الرجالة لوحدهم أو الستات لوحدهم يبقى عيب أصلا حد يلبس حاجة، وبعتبروا ده عدم احترام للآخرين وانتقاص من رجولة أو أنوثة اللي بيعمل كده، تفكير عجيب جدًا بالنسبة لينا أو بالنسبة حتى للثقافة الغربية، ولكن هم حرين في ثقافتهم وواجب عليا إني أحترمها وأريح دماغي ورحت ساونا تانية مشتركة بقى رجالة وستات، لآ دماغك متروحش لبعيد، الناس بتدخل لابسة في الساونا دي، بس كانت مختلفة.
 
مبدئيًا فيه عدد كبير من الغرف، متدرجة في الحرارة، أكتر واحدة فيهم بتاع 90 مئوي، المفروض تدخلها تقعد خمس لسبع دقايق، وبعدين تخرج تقعد في تلاجة درجة حرارتها سالب سبعة، وتفضل تتنقل بين الغرف دي كذا مرة لغاية ما تتبستر، والأستاذ حسب الله جوجل قعد يحلف لي ميت يمين إن الحوار ده مفيد جدًا لحاجات كتير قوي، ممكن تعرفوا نبذة عنها للي عايز من هنا:
http://en.wikipedia.org/wiki/Sauna#With_cold_exposure
الشيء العجيب بقى إن لما جسمي كان سخن ودخلت التلاجة مكانش الموضوع بالصعوبة اللي أنا متخيلها، حتى مكنتش حاسس بالبرد! وبرضو مجاليش برد! وده شيء خلاني أشكك لأول مرة في المقولة التاريخية اللي الحاجة كانت بتقولها: "إوعى تخرج وإنت جسمك سخن أحسن يجيلك برد".
وعلى رأي المثل: من جاور صرغتمش سعد

Saturday, March 17, 2012

سول البلد #4 -- الملوخية وحشتني


في كوريا .. لو إنت ملكش في الحاجات الحراقة يبقى إنت في البلد الغلط، ولو مسلم أو يهودي ومبتاكلش خنازير أو حاجات مش مدبوحة أو مطبوخة بنبيد يبقى هتتعب زيادة شوية، ولو مش أكتر حاجة بتفضلها في حياتك المأكولات البحرية يبقى ربنا يكون في عونك.
أنا بقى شخص مجتمع فيه التلات صفات دول والحمد لله، وإن كان من ساعة ما جيت بقيت بقنع نفسي إن المأكولات البحرية هي أحلى حاجة في الدنيا، بس التحدي الكبير بقى إنك تعرف تاكل بالعصيان، مع العلم إن العصيان الكوري أصعبهم، الصيني بتكون خشب وخفيفة والياباني بتكون مفلطحة وبتملك بيها الأكل شوية، بس الكوري معدن وتقيلة ومدببة!
محسوبك بقى – بسم الله ما شاء الله – كان فضيحة تقدر بسهولة تقول إنها بجلاجل أول مرة رحنا مطعم مع جماعة كوريين، مبدئيًا مش فاهم أي حاجة من المنيو بس شادي – ربنا يكرمه – طلب لي شيء كدة عبارة عن شوربة فيها نودلز مع بعض الأعشاب اللي أنا عمري ما شفتها قبل كده، مسكت المعلقة في محاولة يائسة مني إني أأجل المواجهة مع العصيان وشربت شوربة لأكتشف فاجعة إنها حراقة، وبعد محاولات إني آكل النودلز بالمعلقة قررت أواجه مخاوفي وأمسك العصيان.
يعني علشان منخوضش في تفاصيل ملهاش لازمة، الخسائر كانت محصورة في كوباية اتدشت على الأرض وبنطلوني اللي شرب شوربة أكتر منى وعدد من العصيان والمعالق اللي وقعوا على الأرض وبتاع تسعة أكلهم برد في محاولة يائسة إنهم يعلموني أستعمل الشيء ده إزاي. والحمد لله شكلي هروح جعان، بس مش مشكلة، كلهم كانوا قاعدين بيقولوا لي عن الأكلة الشعبية الأولى في كوريا واللي بيطلقوا عليها الكمشي وجمالها وحلاوتها وكلام تاني كتير مفهمتش منه حاجة، قلت خلاص النودلز .. المهم الكمشي، فين يا جدعان الكمشي؟ ما هو قدامك أهو من الصبح! قعدت أدور على أي حاجة غير السلاطات مش لاقي، لغاية ما اكتشفت إني أكيد هخس جدًا في البلد دي، الكمشي يا حضرات عبارة عن كرومب أو لفت مخلل وعليه شطة وبعض الحاجات الأخرى، الله يرحمك يا هاشم يا رفاعي، كان صادق جدًا لما قال:
أتـانـا غنـيـم بالفـطـيـر وأحـضـرا  ...  وكنا حـسـبـناه دجـاجًا محمـرا
بكى صاحبي لما رأى اللفت دونه  ...  وأيـقـن أن الـجـوع كان مقدرا
فـقـلـت لـه لا تـبـكِ عـيـنـك إنـمــا  ...  سنأكل لفتاً أو نموت فــنـقـبـرا
 
الشيء الوهمي بقى في عادات الناس هنا اللي بشوفه في الشغل، الساعة 12 بالدقيقة تلاقى كل واحد قام من على مكتبه وراحوا كلهم على المطعم، يتغدوا وبعدين يروحوا كلهم مع بعض يقفوا طابور عند الحمام علشان يغسلوا سنانهم! كل واحد فيهم جايب معاه فرشة ومعجون وبيغسل سنانه في الشغل، أنا شخصيًا قررت أتعلم منهم العادة اللطيفة دي.
عمومًا أنا بفكر أصاحب البنت الحلوة اللي في المطعم علشان أحاول أقنعها تعمل لي أكل مخصوص ينفع آكله، وطبعًا مش محتاج أفكركم متجيبوش سيرة للحاجة ولا لصاحبتي، وطبعًا برضو مش محتاج أفكر الحاجة إني مش مصاحب.
وزي ما صرغتمش قال: ابدا تسترد ماتهب الدنيا ... فيا ليت جودها كان بخلاً

Friday, March 16, 2012

سول البلد #3 -- سفارة وكتب كتاب

أنا معلوماتي عن اللغة الكورية لا تزيد عن معلوماتك عن سبب مقتل كنيدي، بس لسبب ما كان احتمال إن أفهم خطبة الجمعة بالكوري أعلى من احتمال إني أفهمها بالانجليزي، الخطيب كان بيفكرني بالقذافي في جملته الشهيرة "أول ماي بيبول ذي لوف مي أول"، بس الحمد لله جمعت  اللي الراجل كان بيحاول يقوله بالعربي، على الأقل فهمت لما كان بيقول الحديث بتاع "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث"، بعد الصلاة رحت المكان اللي جنب الجامع اللي السبعة تمانية المصريين في البلد دي بيتقابلوا فيه بعد كل جمعة، غالبًا بيكون حديث سياسي من نوع عمرو موسى وأبو الفتوح وأبو إسماعيل، بس النهار دة يوم مختلف، لأن هنروح دلوقتي أنا ومحي نشهد على عقد جواز، وهنا قابلت العريس، الشخص اللي أثبت لي إني طفلة الحشرة.
اسمه محمد، ليه اسم أوزباكي بس أنا مش فاكره الصراحة، كان بيتكلم معايا مصري بطلاقة، قلت عادي متجوز مصرية وأكيد علمته، ركبنا تاكس قعد يتكلم مع السواق كوري بربنط، جاله تليفون قعد يتكلم أوزباكي، وبعدين عرفت إنه دراسته كلها بالإنجليزي ويعرف كمان فارسي وروسي وتركي! وأنا اللي فرحان قوي إني بتكلم عربي وإنجليزي! وبيعمل ماجستير إقتصاد في حاجة اسمها "إيكونومتريكس"، كل اللي أعرفه عن الإيكونومتريكس دي لما كانت لوجي بتطلع من المحاضرة بتاعتها بتلعن اليوم وبتقول إنها صعبة، وكل اللي معاها كانوا شايفين كدة برضو، مع العلم إن لوجي دحاحة وجابت في الانجليزي 102 إيه (في عرف طلبة الجامعة الأمريكية المستحيلات أربعة: العنقاء والخل اللي مش عارف ماله والغول وإن حد يجيب إيه في الانجليزي)
المهم وصلنا السفارة وكان شكلها الحمد لله كويس ويشرح القلب، وأول سؤال سألته لمحي "والمظاهرات بتعملوها في أنهي حته هنا؟" لازم الواحد يعرف برضو علشان الطبع غلاب، عرف من محي بقى إن فيه مصريين كتير في البلد دي بس معظمهم كاسرين فيزا، ييجي الواحد فيهم بفيزا شهر وبعدين يعمل عبيط ويقعد يشتغل عامل في مصنع أو حاجة سنتين تلاتة، يحوش شوية فلوس حلوة وبعدين يرجع على مصر، والمحزن إن كوريا اللي دلوقتي واحدة من الدول الاقتصادية الكبيرة اللي بتعمل سامسونج وكيا وهيونداي وغيرهم كانت على أول عهد المخلوع - الله يجازيه على اللي عمله في البلد - كانت حالتها أسوء من مصر، هبقى أعمل بوست مرة عن الحوار ده وأحكي لكم تجربتهم ضد حكم العسكر والثورة والنضال ضد الاحتلال والذي منه.
بس يا سيدي، وكتبنا كتاب سمر على محمد وباركنا لهم واتفقنا نخرج نحتفل بعد كام يوم.
بس يا ترى هل صرغتمش بيعرف يتكلم سبع لغات برضو؟

سول البلد #2 -- الحلاق (18+)



(ملحوظة: الأحداث دي درات في أيام مختلفة بس أنا كتبتها بالطريقة دي علشان الحبكة الدرامية)
"إيه يا شادي البتاعة اللي بتلف وتنور دي؟"، رد شادي إنه لما سأل قالوا له يعني في هنا حلاق، بس بما إن شادي بيطول شعره قوي فهو عمره ما جرب يحلق هنا وميعرفش حد ينصحني بيه
الكلام ده هايل وجه في وقته، أصل أنا الصراحة الصراحة .. شعري في طريقه إلى الإنقراض، فأنا بعمل فيها الرفيق المناضل رونالدو وأتغدى بيه قبل ما يتعشى بيّا، وفي نفس الوقت محي قال لي من شوية إنه عايزني أروح معاه نشهد على عقد قران واحدة مصرية على واحد من أوزباكستان في السفارة المصرية، يبقى واجب برضو أحلق كدة وأبقى شاب أنيق (واخد بالك من أنيق دي؟)، الشيء الكويس جدًا هو إن البتاعة الأسطوانية دي موجودة بغزارة، تقريبًا واحدة كل تلات أربع عمارات، يعني مش هغلب إني ألاقي حلاق
نزلت قاصدًا الحلاق بالرغم من إني كنت عازم إني عمري ما أسيب واحدة ست "تحلق لي" أبدًا، بس يلا مش مشكلة، علشان يبقى شكلي بني آدم شوية وأنا بشهد على عقد الجواز، إلا صحيح هو العريس والعروسة اسمهم إيه؟ نسيت أسأل محي
ما علينا، دخلت أول محل قدامه الإسطوانة، المدخل الصراحة كان مريب بس مش أزمة يعني، عايز أحلق بسرعة علشان عندنا عشاء عمل النهار ده (قال إيه بقى الواد المهم) كان فيه واحدة عجوزة على الاستقبال، شايف الناس الكبارة؟ استقبال وابتسامة وترحيب مش زي الحلاقين في مصر، بالرغم إني مش فاهم ليه فيه مكتب استقبال بس أكيد دي طقوس الحلاقة هنا، بقول للست عايز أحلق بكل اللغات مش فاهمة، لغاية ما عملت صوابعي مقص ومثلت إني بقص شعري ففهمت وقالت كلام كتير من الواضح إن معناه ورينا عرض كتافك، إيه الأي كلام ده؟ يظهر شادي مش فاهم، طلعت الشارع وسألت أول واحد توسمت إنه فاهم انجليزي، "يا عم يا عم .. مش البتاعة دي معناها إنه هنا حلاق؟" ضحك ضحكة خبيثة مفهمتهاش وقال لي آه ومشي وهو بيضحك برضو!
الناس دي بتشتغلني ولا إيه؟ مش مشكلة، الحلاقين كتير والحمد لله، رحت للاسطوانة اللي بعدها ودخلت، الست العجوزة اللي ع الاستقبال مفهمتش حتى لما عملت مقص، قلت أسأل بكام فكتبت على الآلة الحاسبة إنه بتسعين ألف وان! تسعين ألف عفريت أما يركبوكي! ليه أدفع 500 جنيه علشان أحلق؟ شالله ما حلقت ولا شهدت ولا البنت اتجوزت!
المحل التالت الست العجوزة -ليه دايمًا عجوزة؟ - ندهت لي من جوة واحدة شابة كدة بتتكلم انجليزي، هو صحيح ليه مشفتش في ولا محل فيهم كرسي الحلاق ولا مقصات والذي منه؟ أكيد جوة مثلا أو عندهم أدوات متقدمة شوية، إيش فهمني أنا! بقول للبنت عايز أحلق، قعدت تضحك قوي، وبعدين فهمتني الحقيقة المرة، أنا في بيت دعارة!
مش عارف ليه افتكرت مشهد "شربنا خمرة يا عاطف" ساعتها، وقالت لي برضو إن أي محل عليه الاسطوانة دي يبقى بيت دعارة، الله يخرب بيوتكم! والبيوت اللي جنب بيوتكم! والبيوت اللي جنب البيوت اللي جنب بيوتكم! يعني بيوت الدعارة هنا في عمارة آه وعمارة لأ؟ يعني منتشرين أكتر من عربيات الكبدة والسجق في باب الشعرية؟! ولما استشرت الأستاذ حسب الله جوجل طلع إن أي حد حاطط الاسطوانة دي فهو مترخص حلاق بس مش ده نشاطه الفعلي، وإن من كام سنة الشرطة عملت حملة عليهم علشان بس تقنعهم يضيفوا لنشاطهم حلاق بجد! يضيفوا؟ ناس طيبين قوي
بس على فكرة أنا رحت السفارة مش حالق بمزاجي، مفيش أي ظروف تمنعني من إني أحلق، بس الله يكرمكم محدش يقول للحاجة ولا لصاحبتي على الموضوع ده أحسن أتعلق (انت أكيد واثقة إنها إشاعات يا حاجة وإني مش مصاحب، صح؟)
لسة لغاية دلوقت مش قادر أفهم علاقة صرغتمش باللي بكتبه

سول البلد #1 -- الجيبة الطويلة

على فكرة أنا شفت النهار ده واحدة كورية لابسة جيبة طويلة

والله ما بهزر! كنت في المترو وكان فيه واحدة لابسة جيبة تحت الركبة، وتحت الركبة بكتير، في الأول كنت فاكر إني بهلوس علشان اليوم كان طويل والبرد جايب لي ارتجاج في المخ بس لما دققت النظر شوية لقيت إنها فعلا لابسة طويل، واتطمنت أكتر لما حكيت لصحابي في الشغل وكلهم أكدوا إنها بتحصل عادي يعني.
أنا فضلت لفترة لا بأس بها مقتنع إن أكيد عندهم أسطورة ما بتقول إن لو واحدة كورية لبست حاجة طويلة هيطلع لها صباع في وشها، أو احتمال يصدمها خرتيت هايج وهي خارجة من محطة المترو، وإن لم تنشر هذه الرسالة فاعلم بأن ذنوبك منعتك والذي منه.
Photo by Kcfraser 
الشيء الملفت إنهم مينفعش هنا يعملوا عربية للسديات في المترو، أصل الرجالة هم الأقلية في المواصلات العامة، ممكن يتعمل عربية للرجالة فقط، وبعدين جال بخاطري فكرة كده، تخيل لو البنات في مصر بيركبو المترو وهم لابسين شرابات من اللي بيطلقوا عليها "ليجنجز"،  حد يقدر يحسب احتمالية ان المترو يعدي بسلام من محطة غمرة؟ أو أم المصريين؟ وبعدين طردت الفكرة دي من دماغي وفضلت مركز مع الـ.. لا ولا حاجة أحسن الحاجة أو صاحبتي تقرا البتاعة دي (تاني بكرر يا حاجة متصدقيش الاشاعات المغرضة دي)

ويظل السؤال الازلي .. هو صرغتمش اتأخر ليه؟